المشاركه 354
مشكورا دينا
نحن ننتظر الحلقه الثانيه

الحلقة الثانية




كنا قد توقفنا فى الحلقة الماضية عند إلقاء البيان الهام للزعيم جمال عبد الناصر والذي أعلن فيه التنحي عن الحكم




هذه الليلة كانت علامة فارقة في تاريخ مصر



ففي البداية وعند استقبال الجماهير لهذا الخبر والذي كان له وقع الصدمة الشديدة علينا جميعا سادت حالة من الذهول


والوجوم وتحجرت الدموع في الأحداق وخيم على ليل مصر حالة من الحزن الشديد وسط ظلام كئيب



وكانت الدهشة تعلوا وجوهنا و تطل من أعيننا تساؤلات عجزت الحناجر عن النطق بها ** أسقط الزعيم ؟!!


هذا الرجل كان يمثل لنا هرما رابعا ** أسدا جسورا ** لم نكن نظن أو حتى نتخيل أن يأتي يوما نراه فيه يسقط جريحا ** كنا نستمد منه القوة و الحماس والبطولة والوطنية


سادت هذه الحالة لمدة دقائق معدودة لم تتجاوز ساعة من الوقت


ثم همت مصر من فوق عرشها في إباء وشموخ متمثلة في شعبها العظيم لتقول لولدها وزعيمها ** قم يا ابن مصر لا تركع ولا تستكين


قم يا ابن مصر وارفض الهزيمة ** إن كنت قد خسرت معركة فأنت لم تخسر الحرب


ووسط هذا الظلام الحالك واختراق الطائرات المعادية لسماء مصر نزل الشعب المصري إلى الشوارع وفى جميع أنحاء الجمهورية ** نزل الشعب كله رجالا ونساءا ** شيوخا وأطفالا

وعلى قلب رجل واحد

دون دعوة من أحد سوى ضمير هذه الأمة لتعلن رفضها للهزيمة ورفضها تنحى زعيمها والالتفاف حوله




واستمرت هذه الحشود الجماهيرية في أضخم مظاهرة عرفتها مصر لليوم التالي** ثم استجاب الزعيم لإرادة الشعب بالتراجع عن قرار التنحي


وبداية من ذلك الوقت والذي اختار فيه الشعب قبول التحدي والإصرار على تحقيق النصر بدأت مرحلة جديدة وهى مرحلة إعادة البناء


وإعادة بناء القوات المسلحة كان يتطلب مواجهة تحديات كثيرة وكبيرة فالأمر لا يقتصر فقط على استعاضة ما خسرناه في الحرب من عتاد وسلاح وأفراد ولكن كان الأمر يتجاوز ذلك بكثير فكان لابد من إعادة بناء الجندي المصري نفسه


وبالرغم من هذه النكسة التي كانت تمر بها البلاد كانت هناك معارك وبطولات لبعض الوحدات العسكرية في ميدان القتال والتي لم يلقى عليها الضوء حينئذ لظروف النكسة


فقد ذكر اللواء طيار متقاعد محمد زكي عكاشة والذي شارك في حرب 67 وحرب الاستنزاف وأكتوبر 73


أنه بعد وقف إطلاق النار وتحديدا في 14 يونيو ، قامت القوات الجوية المصرية بقصف مواقع إسرائيل على قناة السويس بالطائرات بعد أن زعمت إسرائيل أنها دمرت القوات الجوية المصرية وأنه لن تقم لها قائمة أبدا فقامت القوات الجوية تقريبا بالكامل شاركت في هذا اليوم لدرجة أن وزير الدفاع الإسرائيلي ( موشيه دايان ) أعطى أوامر أيامها لليهود بالاستعداد للانسحاب 30 كيلو شرق القناة و لكن لأننا لم نكن مستعدين بعد فقد كانت ضربة الغرض منها إثبات وجود الطيارين المصريين وكقوات جوية وأن المصري لايزال يحلق في السماء وأن يعرف المواطن العادي أن قواته المسلحة لاتزال تحارب".


واستطرد قائلا لقد خرجنا من 67 مهزومين هزيمة وفقا للعلم العسكري ، لم يكن من الممكن أن نخرج منها قبل 20 سنة لأن الهزيمة كانت بشعة بالفعل، فحتى موشيه دايان وزير الدفاع الإسرائيلي وقتها كان له تعبير شهير بعد الحرب ، فقد خرج بكل الزهو والغرور ليقول أنه ينتظر بجوار الهاتف اتصالات العرب لكي يحددوا شروط الاستسلام ، لكن الضابط المصري والجندى المصري كان له رأي آخر يرد به على دايان ، فبالضبط بعد شهر من النكسة حاربنا اليهود في موقعة رأس العش وهي موقعة لابد من التركيز عليها فهذه المنطقة كان يعسكر بها وحدة صاعقة من القوات المسلحة المصرية حاولت المدرعات الإسرائيلية لمدة يوم ونصف تقريبا اختراقها وفشلت، وكان هذا شئ فوق حدود المعقول أن تتمكن وحدة صاعقة بمفردها ، خصوصا بعد هذا النصر للإسرائيليين في النكسة ، من صد المدرعات لهذه المدة الطويلة ".


كانت تجرى هذه المعارك بالرغم من انشغال القيادة السياسية بإعادة تنظيم القيادة العسكرية ومحاسبة المسئولين عن تلك النكسة والتي توفى على أثرها المشير عبد الحكيم عامر

وبدأت الدولة إعادة بناء القوات المسلحة بتشجيع الشباب على التطوع من خلال حملة قومية بوسائل الإعلام المختلفة لسد ما خسرناه في حرب 67

وبعد مرور أكثر من عام

وكنت وقتها في المرحلة الثانوية سيطرت علينا أنا وكثير من زملائي فكرة التطوع للقوات المسلحة للمشاركة في تحرير أرضنا المغتصبة

ورغم رفض والدي لهذه الفكرة تماما وإصراره على إكمال تعليمي إلا أنني تقدمت للتطوع دون علمه

وحينما علم بالأمر غضب غضبا شديدا رغم محاولاتي استرضائه ولكنه لم يهدأ إلا بعد أن علم بأنني سأنتسب لإكمال تعليمي وأنا داخل صفوف القوات المسلحة حينما تسنح الفرصة


في الحقيقة كانت كل فئات الشعب وطوائفه تشارك في المجهود الحربي وعلى سبيل المثال كانت تستخدم بعض الأراضي الزراعية لقواعد المدفعية المضادة للطائرات وعربات النقل المدنية كانت تستخدم لصالح المجهود الحربي حتى أسطح العمارات والبنايات على الجبهة كانت أيضا تستخدم** ولم يقتصر الأمر على ذلك فالأمثلة كثيرة جدا

كما شارك أهل الفن في أحياء الحفلات للمقاتلين على الجبهة لرفع الروح المعنوية

جميع فئات الشعب الكل في مجاله يحاول المشاركة بما يستطيع


وهنا يحضرني السيدة أم كلثوم حينما قامت بإحياء حفلات لها خارج مصر للحصول على عملة صعبة


للمساهمة في شراء السلاح** لذلك أطلق عليها لقب سفيرة الغناء العربى



الله عليكى يا مصر *** ما أعظم شعبك وصمودك ونضالك


كانت سيمفونية رائعة يعزفها هذا الشعب العظيم في صمود صلب وتضحيات نادرة بالروح والمال والجهد

وكان شعاره ( مصر فوق الجميع )


وبدأ إعداد المقاتل المصري على أحدث أنواع التدريب الراقي وفقا لبرامج مضغوطة الزمن بنسبة كبيرة فكان التدريب نهارا وليلا وتحت الظروف المناخية المختلفة .




وأنهى هذه الحلقة بفيديو



يحتوى على جانب لبعض مراحل إعداد المقاتل المصري بالقوات الخاصة



الجزء الأول

المشاركة557

انشاء المزيد من التشويق في الحلقات القدمة مشكور اختي دينا

الله عليكى يا حبيبتى اكملى وقولى كمان احكى عن ان مصر دائما كانت مستعمرة مصر الذى كل الدنيا الان تعيب عليها ولم يعرفوا قيمتها مصر تحملت جميع العدوان الاجنبى كل الدول طمعت فى مصر مصر الان اختى بتتهان فى الاعلام شوفى مصر اصبحت حائط مائل وشماعا للدول الاخرةى يعلقوا بيها اخطائهم شكرا اختى وبارك الله فيكى

شكرا على الحكايه